قصائد لشعراء من هذيل.
ويضم المجلد الأول من ديوان شعر الهذليين شعر أحد عشر شاعرًا أشهرهم أبو ذؤيب -بطبيعة الحال- وأبو جندب، ومعقل بن خويلد، ومالك بن خالد. وإن أكثرهم عدد قصائد وفحولة قول هو أبو ذؤيب فإن له وحده في هذا الجزء من الديوان ثلاثًا وثلاثين قصيدة وأرجوزة واحدة أولاها وأولى قصائد الديوان قصيدته العينية المشهورة التي قالها في رثاء أولاده الخمسة، حين ماتوا جميعًا بالطاعون في مصر والتي مطلعها:
أمن المنون وريبها تتوجع ... والدهر ليس بمعتب من يجزع
وهي من عيون قصائد الرثاء في الشعر العربي، ولا يكاد كتاب أدب نفيس يخلو منها. هذا وقد ضم هذا المجلد الأول خمس عشرة قطعة بين قصيدة ومقطوعة لأبي جندب، وإحدى وعشرين أخرى لمعقل بن خويلد، واثنتى عشرة قصيدة لمالك بن خالد، وتسع عشرة قصيدة مشتركة بين صخر الغي، وأبي المثلم؛ لأن أكثرها نقائض بينهما.
ويضم المجلد الثاني من الديوان قصائد لاثنين وخمسين شاعرًا وشاعرة واحدة هي عمرة أخت ذي الكلب ترثيه بقصيدة مطلعها1:
سألت بعمرو أخي صحبه ... فأقطعني حين ردوا السؤالا
على أن أكثر هؤلاء الشعراء قولًا لم تصل عدد قصائده إلى عشر باستثناء أبي صخر الهذلي -الذي تعدل شهرته شهرة أبي ذؤيب ولا يقل شعره جودة عن شعر ابن عمه- فإن له في الديوان عشرين قصيدة أتى بها الشارح متتابعة وجعلها آخر ما أورده من شعر الهذليين2.
وإذا كانت هذيل واحدة من القبائل المشهورة بجودة الشعر ووفرته في الجاهلية والإسلام، فإنه يبدو أن أكثر شعرها في الجاهلية قد فقد وضاع؛ لأن ما بين دفتي ديوان الهذليين هذا الذي نتحدث عنه من شعر أكثره للإسلاميين منهم وأقله للجاهليين.