وتتبعه بصائر واردات ... كما قدت من الجزر السيور

فلا تفخر علي فإن عجلًا ... لها عدد إذا حسبوا كثير

ويورد المرزباني شاعرين تحت اسم "عويمر" وسبعة تحت اسم "عمارة"، وثمانية عشر تحت اسم "عدي" منهم من هو معروف مشهور كعدي بن الرقاع العاملي الشاعر الدمشقي في عصر بني أمية، ومنهم من ليس كذلك مثل عدي بن حاتم الطائي الذي كان يكنى بأبي طريف، وفي مقام التعريف به يذكر المرزباني أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم، فلما قامت حركة الردة ثبت على إسلامه، ويذكر المرزباني لقاء له مع الخليفة عمر بن الخطاب، يقول عدي أثناءه: أتعرفني يا أمير المؤمنين؟ فيقول له الخليفة: نعم، أنت الذي آمن إذ كفروا ووفى إذ غدروا، وكان عدي مع الخليفة علي بن أبي طالب يوم الجمل وفقئت عينه في المعركة، وقد عمر حتى بلغ المائة والعشرين، وقد عبر عن كبر سنه بشعر إنساني رقيق، ذلك أنه لما استولى المختار بن أبي عبيد على الكوفة، وكان بينه وبين عدي شجار، هم عدي أن يخرج إليه ولكنه لم يستطع أن يفعل لكبر سنه وضعف جسمه فأنشأ يقول:

أصبحت لا أنفع الصديق ولا ... أملك ضرًّا للشانئ الشرس

وإن جرى بي الجواد منطلقًا ... لم تملك الكف رجعة الفرس1

ومع حرف العين يذكر المرزباني، سبعة عشر شاعرًا يحملون اسم "عثمان" وقد جعل الخليفة الثالث عثمان بن عفان واحدًا منهم وأورد له شعرًا جليل المعنى مما يتمشى مع خلق عثمان الرفيع2، ثم ذكر المؤلف أحد عشر شاعرًا تحت اسم "عيسى" منهم عيسى بن خالد بن الوليد المشهور بأبي سعيد المخزومي الذي تهاجى ودعبل الخزاعي في معركة شعرية حامية مثيرة طريفة3 ومنهم عيسى بن موسى بن محمد، وهو من مشايخ بني هاشم ورءوس العباسيين وكان السفاح عهد له بالخلافة العباسية بعد المنصور، ولكن المنصور آثر ابنه محمدًا بها ونقض العهد، فقام عيسى مهددًا في شعر من أجود فن القول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015