أي أشعر أهل الطائف.

ومن شعراء البحرين يعدد ثلاثة بينهم المثقب العبدي المتوفى سنة 35 قبل الهجرة واسمه العائذ بن محصن بن ثعلبة، وقد مدح النعمان بن المنذر وعمرو بن هند.

فإذا ما أراد الحديث عن شعراء اليمامة قال: "ولا أعرف باليمامة شاعرًا مشهورًا".

هذا وقد أفرد ابن سلام قسمًا للشعراء اليهود ووصف شعر بعضهم بالجودة، وعدد منهم السموأل بن عادياء، والربيع بن أبي الحقيق، وكعب بن الأشرف وغيرهم، وهذان الأخيران ممن خاضوا معارك الشعر والحرب ضد المسلمين.

وأما القسم الثاني من كتاب طبقات ابن سلام فقد خصصه للشعراء الإسلاميين ويعني بذلك الشعراء الذين عاشوا في عصر بني أمية ويقسمهم إلى طبقات عشر أيضًا يعمد في بعضها إلى النصفة والاعتدال حين يجعل جريرًا والفرزدق والراعي، والأخطل في الطبقة الأولى ويكثر من ذكر الاستشهاد بشعرهم وبخاصة في النقائض، وحين يجعل البعيث والقطامي وكثيرًا وذا الرمة في الطبقة الثانية.

ولكنه يجحف كل الإجحاف حين يجعل جميل بن معمر، والأحوص في الطبقة السادسة، وحين يجعل عدي بن الرقاع وزيادًا الأعجم في الطبقة السابعة، ويشتط في الإجحاف حين يضع كبار الرجاز من أمثال أبي النجم العجلي، والعجاج وولده رؤبة في الطبقة التاسعة، وليس لدينا من تفسير لذلك إلا أن ابن سلام كان يكره الغزل ويحط من قدر الرجز.

هذا وقد أهمل ابن سلام ذكر عمر بن أبي ربيعة على سمو قدره في الشعر وصدارته بين شعراء العرب، كما أنه جرد قريشًا من صفة الشعر مع أنها قد أنجبت خمسة من الشعراء العظام هم عمر والحارث المخزومي والعرجي وأبو دهبل وعبيد الله بن قيس الرقيات. لا بد أن ذلك الأمر قد غاب عن ذاكرة ابن سلام، وإذا كان ذلك كذلك فلا شك أنه قرأ آراء كل من جرير والفرزدق وهما يشكلان ذروة الشعر الإسلامي في نظره، حين قال الأول في شعر عمر لما سمع رائيته: ما زال هذا القرشي يهذي حتى قال الشعر، وحين قال الثاني أي الفرزدق لما سمعها أيضًا: هذا الذي كانت الشعراء تطلبه فأخطأته وبكت الديار ووقع عليه هذا.

لقد أهمل ابن سلام شأن شاعرين آخرين عظيمين هما الطرماح بن حكيم شاعر الخوارج، والكميت بن زيد الأسدي صاحب الهاشميات الرائعة وشاعر آل البيت.

ومهما كان الأمر، فهذه صورة الكتاب الأول الذي اهتم بالشعر والشعراء ولئن خانه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015