وهو من حرف الميم، فإنها إذًا من حرف واحد، هذا هو معنى التخارج في الموقع، والحروف تجريدات، والأصوات تحقيقات، فإذا وجد أن صوتا من الأصوات، تحقيق لحرف صحيح، فهو صوت صحيح، وإذا وجد تحقيقا لحرف علة، فهو صوت علة، خذ مثلا لذلك: أحد أصوات الضمة مع صوت الواو. ليس هناك فرق أصواتي بين الضمة الطويلة، والواو الساكنة المطالة، انطق أيهما شئت، واسأل جارك أن يخمن أيهما تعني، وستعلم أن أذنه لم تخبره الخبر اليقين، فأين يقع الفرق بينهما إذا؟ إنه يقع في التوزيع والوظيفة، فمن الناحية التوزيعية، تأتي الواو محركة، ولا تأتي الضمة، وم الناحية الوظيفية، تأتي الواو بداية لمقطع ولا تأتي الضمة، فإذا وجد الباحث الأجنبي في اللغة العربية صوتا، كالذي نطقته ولم يعرفه جارك، فليحركه وليبدأ به مقطعا، فإن أطاعه في الكلام فهو صحيح، وإن لم يجد لكلامه معنى، فليجرب اعتباره حرف علة، وسيجده كذلك، يفعل ذلك دون أن يدخل في مضايق الفسيولوجيا أو الطبيعة، أو يستعمل اصطلاحاتهما، تحديد مفهومات لغوية بحتة.
ويجب في تحديد الحروف، أن نعني باعتبارين هامين:
1- التطريز اللغوي "أو التوزيع".
2 الوظيفة:
وقد وضحنا معنيهما بعض التوضيح بالمثال، فوق هذه السطور.
ومع الاحتفاظ بهذين في الذاكرة، يمكن تحديد الصحاح، أوالعلل في ضوء اللغة أو اللهجة التي ترد فيها، وتنتمي إليها، لا على أساس صدق هذا التحديد في كل لغات العالم؛ لأن لكل لغة تطريزها الخاص، ووظائفها الخاصة التي تسندها إلى الصحاح والعلل.