طبيعة هذه المعرفة وحقيقتها؟ وما هي علاقة الأشياء المدركة بالقوى التي تدركها؟
ويلاحظ أن المؤرخين يطلقون على مبحثي الوجود والمعرفة اصطلاح ميتافيزيقا أي: ما بعد الطبيعة. وبينما كانت الفلسفة عند القدماء تنصب أصلا على مباحث الوجود, فإنها عند المحدثين تبحث الوجود من خلال نظرية المعرفة, كما سنوضح فيما بعد.
مبحث القيم صلى الله عليه وسلمxiology:
كان باول لابي هو أول من استخدم هذا المصطلح المشتق من الكلمة اليونانية1 axios وتبحث فلسفة القيم في المثل العليا, أو القيم المطلقة وهي: الحق والخير والجمال truth, goodncss, رضي الله عنهeauty
من حيث ذاتها لا باعتبارها وسائل لتحقيق غايات. فهل هذه القيم مجرد معانٍ في العقل تستخدم في تقييم الأشياء؟ أم أن لها وجودا مستقلا عن العقل الذي يدركها؟ تبحث في تلك القيم علوم المنطق والأخلاق والجمال بمعناها التقليدي أي: من حيث هي علوم معيارية normative تبحث فيما ينبغي أن يكون, وليست علوما وضعية تقصر دراستها على ما هو كائن.
يتناول علم المنطق القواعد التي تعصم العقل من الزلل أي: يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه التفكير السليم. ويضع علم الأخلاق المثل العليا التي ينبغي على الإنسان مراعاتها أي: يبحث فيما ينبغي أن تكون عليه تصرفات الإنسان. أما علم الجمال صلى الله عليه وسلمesthetics فيضع المستويات التي يقاس بها الشيء الجميل أي: يبحث فيما ينبغي أن يكون عليه الشيء الجميل. وتؤلف هذه العلوم المعيارية الثلاثة ما يسمى بالأكسيولوجي أو فلسفة القيم.