الفلسفة الماركسية فهي "المفهوم الكلي للطبيعة بما هي كذلك"1.
هناك مناهج خاصة للعلوم المادية التي تبحث في المدركات بالحواس, وذلك بحكم الأهداف المحددة لدراستها, أما الفلسفة التي تختلف عن تلك العلوم, فإنها تستنبط المنهج العام للإدراك وهو المادية الجدلية. وتشكل القوانين العامة لتطور العالم المادي الأساس الموضوعي لتلك المادية, ولا يحل ذلك المنهج محل مناهج العلوم الأخرى, وإن كان يشكل أساسها الفلسفي العام وأداة الإدراك ليس فقط لمجالات الواقع المتفرقة, وإنما لكل ما يتعلق بالطبيعة والمجتمع والفكر دون استثناء أي أداة لفهم العالم ككل2. ويعتبر الجدل منهجا لتغيير العالم كما أن المنهج الجدلي يتناقض مع منهج ما وراء الطبيعة كما سيأتي ذكره.
من جهة أخرى، تعتبر المادية التاريخية تطبيقا لمبادئ المادية الجدلية على تطور المجتمع الإنساني. فهي نظرية علمية للتطور الاجتماعي, ومنهج للإدراك والتحول الثوري للمجتمع. وتكون كل من المادية الجدلية والمادية التاريخية الأساس النظري للاشتراكية العلمية؛ ومن ثم يعرف الماركسيون فلسفتهم بأنها علم قوانين تطور الطبيعة والمجتمع3.