اللغوية مع ضرورة الحذر من إجراء مقارنات اصطناعية تعتمد على الخلل الذي قد يشوب العناصر موضوع المقارنة1.

انطلاقا من ذلك, يعتبر المنهج المقارن وسيلة لبحث وتعليل الظواهر المختلفة وتقصي الجذور التاريخية عن طريق التحقق من التماثل, أو الاختلاف في النمط والأسلوب, وإن كان هذا لا يمنع من التعرض للمشاكل الحديثة بمنهج مقارن كما هو الحال بالنسبة لمعظم الدراسات المعاصرة التي تكاد تنتمي بما تحويه من مادة ومشاكل إلى حقل العلاقات الدولية.

وعند تطبيق المنهج المقارن، يمكن تجميع الظواهر التي يتوافر بينها قدر كافٍ من التماثل ثم وضعها تحت عنوان ما، وهو ما يعطي لهذا المنهج دورا في عملية تكوين المفاهيم. فوق ذلك، فإن الكشف عن التباين بين الأشياء والظواهر وعقد المقارنات يعتبر أساسا لعملية التصنيف, أي: إن أهمية المنهج المقارن بالنسبة لعمليتي الفكر والتعبير عنه تنبع من الدور الذي يلعبه في التصنيف, وتكوين المفاهيم.

هذا, ويعتبر من قبيل المقارنة التمييز بين أحداث معينة أو ممارسات أو وظائف أو مؤسسات. كذلك فإنه عند القيام بعملية تنبؤ -سواء على أساس قانون أو نظرية- ثم مراجعتها على الحقيقة للتثبت من صحتها, فنحن في الحقيقة نقارن التوقع بالحدث. وغني عن البيان أن الكشف عن أوجه التماثل والاختلاف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015