مناهج فكرية لا ترتبط بالعالم الحي, أو بتجربة الإنسان1.

على أنه من الأهمية بمكان إدراك الموقع الذي يحتله التحليل في السلسلة الطويلة من الخطوات التي يستلزمها المنهج العلمي, والتي سنشير إليها في نهاية عرضنا للمناهج. بعض المفكرين الأمريكيين كجون ديوي مثلا يرى أن البحث لا يبدأ بالحقائق أو وضع الفروض, وإنما بالاعتراف بوجود وضع شائك أو مشكلة تحتاج إلى حل.

بالمثل يرى نور ثروب أن التحليل -أي: تحليل المشكلة- هو الخطوة الهامة الثانية وليست الأولى, ثم تأتي بعدها مرحلة صياغة الفرض العلمي, بينما يضيف أرنولد بريشت أن الاعتراف بوضع ما على أنه شائك ثم الانهماك في تحليله هما خطوتان يجب أن تسبقهما فكرة ما يكونها الباحث, أو فرض تجريبي "فرض عمل" بأن الوضع القائم يخفي مشكلة هامة قد يكون تحليلها ذا علاقة بالمعرفة الإنسانية بشكل عام2.

لا يمنع هذا من الاعتراف بما لمنهج التحليل من العمومية والشمول بحيث يستخدم أحيانا في تسمية المناهج الأخرى, كالقول مثلا: التحليل الكمي، التحليل الكيفي، التحليل المقارن, بدلا من المنهج الكمي أو الكيفي أو المقارن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015