وتنقسم إلى المداخل الجغرافية, والمداخل الاقتصادية:
1- مداخل البحث الجغرافية:
نستعرض فيما يلي الدراسة الواسعة التي قام بها اثنان من العلماء تناولا فيها الفروض التي تركز على التأثيرات الجغرافية ذات العلاقة بالسياسة1. وليس المقصود بالطبع ذلك النوع من النظريات المتطرفة مثل نظرية ماكيندر التي تعطي أهمية أكثر من اللازم لما أسماه بقلب الأرض "بعض أراضي الاتحاد السوفيتي, وبعض المناطق الواقعة جنوبه وغربه"، وإن من يسيطر على ذلك القلب يتحكم في جزيرة العالم "أوروبا وآسيا وإفريقيا" ومن يسيطر على جزيرة العالم يتحكم في العالم كله2.
ليس المقصود أيضا ذلك النوع من النظريات الأخرى التي ترى أن كل القرارات الإنسانية وما يتمخض عنها من نتائج إنما تقررها الطبيعة عن طريق توزيعات المناخ والموارد على سطح الكرة الأرضية، ومثلها أيضا اعتبار الطبيعة ككائن حي له أهدافه الخاصة به, ويمتلك القدرة على التحكم في مصير الإنسان.
أما الحقيقة فهي أن عوامل أخرى -وليست الاعتبارات الجغرافية فقط- يستعان بها للإجابة على أي تساؤل يثار حول السلوك الإنساني. من تلك العوامل الرغبات وأهداف الناس والقيم الأثيرة لديهم. لهذا فإن الآراء التي ترى أن