وعرفت حضارات ما بين النهرين عقيدة القضاء والقدر باعتباره قدرا كونيا, واعتبروا السماء السقف الأعلى للعالم, وتحدثوا عن أسطورة الخليقة.

في فارس توصلت الزرادشتية إلى الثنائية عز وجلualism أي: الإيمان بإله للخير وإله للشر، بينما نجد أن الهنود اعتقدوا منذ أقدم العصور بحلول الله في مخلوقاته. هذا مع ملاحظة اتفاق المؤرخين على أن كبار الفلاسفة اليونان القدامى الذين تعزى إليهم الفلسفة، من أمثال طاليس وفيثاغورث وديمقريطس قد زاروا بلاد الشرق القديم, واستفادوا كثيرا من ثقافاته, ويضربون لذلك مثلا بفيثاغورث الذي أقام في المعابد المصرية اثنين وعشرين عاما على حد قول جامبليك1.

رغم ذلك، يرى عدد من مؤرخي الفلسفة الغربيين، أنه رغم اعترافهم بسبق الشرق إلى ابتداع الحضارات وتأثر اليونان بتراث حكمائه, فإن الفلسفة اليونانية خلق عبقري أصيل.

يبرر هؤلاء رأيهم بأن أهم ما يميز الفكر الفلسفي اليوناني هو التماس المعرفة لذاتها أي: سعي العقل إلى كشف الحقيقة بباعث من اللذة العقلية, وليس لإشباع أغراض عملية أو غايات دينية. لقد بحثوا في الوجود لمعرفة أصله ومصيره بدافع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015