القادم إلى ظهور براعم مفهوم عالمي جديد1 لا يحل بالضرورة محل النظريات والمذاهب القائمة, وإنما يقلل من احتمالات الصدام بين نظم الحكم الممثلة لها من جانب، ويكون من جانب آخر أكثر تحديدا في تعبيره عن تلك المعطيات الجديدة.
مثل هذا المفهوم الجديد لن يستطيع الانتشار, أو الاستمرار إذا تمخض عن مجرد محاولة توفيقية بين المذاهب السائدة, بمعنى أن الأمل معقود على ظاهرة التقارب التي ذكرناها والقوى المادية المتطورة التي تساندها في تنقية المناخ الأيديولوجي, بحيث لا تنتقل البشرية بأوزارها إلى القرن الحادي والعشرين, وإنما تتخلص من الفكر الهابط الذي تعبر عنه بعض الأيديولوجيات الليبرالية والعنصرية المتحالة اليوم, والتي تصنف الإنسان ليس طبقا لقدراته وإنجازاته, وإنما حسب لون بشرته ودينه وجذوره العرقية؛ وبالتالي تقف كعقبات كأداء في وجه تقارب الجنس البشري, وتمنع تحقيق الحرية والاشتراكية والسلام العادل.
قد لا يكون التحالف الذي سيضطلع بتلك المهام الجسام قد تبلور بعد, وخاصة بسبب الدور المتنامي للطلائع المتقدمة من شعوب ودول العالم الثالث في إطار ذلك