إليه. فإذا كان هدفه متواضعا, انعكس ذلك على المستوى الهزيل للتعميم الذي يصل إليه. ويحدث ذلك عادة عندما يلجأ المؤرخ إلى الأسئلة, والموضوعات السهلة التي لا تحتاج الإجابة عليها إلى بحث عميق, أو استقصاء تفصيلي. فهو لا يسعى وراء أحكام عامة وعبر مستخلصة أو دروس مستفادة، لهذا يأتي جهده على شكل ركام من المعلومات والبيانات كما نلاحظ من ميل بعض المؤرخين إلى التركيز على الأحداث ذات الصفة الخاصة, والتي لها علاقة من نوع ما بالدراسات السياسية كالحروب والثورات والأزمات, ولكنه في الواقع تاريخ بلا روح قد يحدث ضجة كبيرة, ولكن بلا مغزى1.

فالمؤرخ ليس هو الذي يقتصر على السؤال عمن فعل ماذا متى واين، وإنما الأهم لماذا حدث ذلك، وكيف ظهرت إلى الوجود ظروف معينة، وماذا كانت نتائج تلك الظروف والأفعال. أكثر من هذا, فقد يسأل عن احتمال وجود اتجاهات أو قواعد منهجية, وقوانين أو علاقات سببية أو نظريات2.

يندرج تحت الاختلافات أيضا التجاء الباحث إلى مجال أو آخر من مجالات المعرفة الإنسانية لتدعيم حججه. فما دمنا قد اخترنا المدخل التاريخي وركزنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015