أمكن وقال يا أبا الآب كل شيء مستطاع لك. فاجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت.

ثم جاء ووجدهم نياما. فقال لبطرس يا سمعان أنت نائم. أما قدرت أن تسهر ساعة واحدة؟ اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف. ومضى أيضا وصلى قائلًا ذلك الكلام بعينه. ثم رجع ووجدهم نياما إذ كانت أعينهم ثقيلة فلم يعلموا بماذا يجيبونه. ثم جاء ثالثة وقال لهم: الآن استريحوا، يكفي، قد أتت الساعة، هو ذا ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الخطاة، قوموا لنذهب، هو ذا الذي يسلمني قد اقترب " (14-32-42) .

إن أبسط تعليق على هذا الكلام هو أنه واضح تماما أن المسيح لم يكن يتوقع هذه المفاجأة المذهلة وهي أن أعداءه سيقتنصونه، وطبعا هو يعلم أنهم عندما يمسكونه فلسوف يقتلونه. ولذلك كان يصلي في كل وقت لكي تعبر عنه هذه الساعة أو هذه المحنة أو هذه الكأس، حتى ينجو.

إذن نستطيع أن نقرر- مبدئيا- بأن أي قول يقول أنه جاء ليبذل نفسه فدية عن كثيرين، أو أن سفك دمه كان ضروريا للتكفير عن خطيئة آدم أو خطايا البشر، كل ذلك لا يمكن قبوله.

وإذا كان عصيان آدم، يكون تكفيره بقتل ابن الإله غصبا عن ابن الإله نفسه، فهذه كارثة أكبر؟ لأن الخطيئة تتضاعف تماما بهذه الصورة.

بعد ذلك نذهب لمعرفة آراء العلماء ومفسرو الأناجيل.

يقول دنيس نينهام: " لقد انقسمت الآراء بعنف حول القيمة التاريخية لهذا الجزء وجرى تساؤل عما إذا كان يعتبر في الحقيقة جزءا من المصدر الذي روى عنه القديس مرقس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015