عندهم؟ إنه: يهوه. لقد صوروه على أنه إله دموي يظهر في ظواهر طبيعية ورعود وبرق ونيران. إله يحارب ويدمر ويحرق بالنيران. هذا هو الإله الذي عرفه بنو إسرائيل إلى أن ظهر المسيح - عليه السلام -. لقد أرد المسيح أن يخفف من هذه الصفات التي نسبوها لله سبحانه وتعالى، وكان اليهود أناسًا ماديين لم يرقوا بعد إلى الروحانية، فشاء أن يعبر لهم عن الإله الرحمن الرحيم بقوله: " قولوا أبانا الذي في السماوات ". فرمز إلى الله بالأب على اعتبار أن الوالد كله حنان وإشفاق ورعاية لأولاده ولمن يرعاهم. ونجد في إنجيل (يوحنا 14: 25-26) : " بهذا
كلمتكم وأنا عندكم. وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي فهو يعلمكم كل شيء ولذكركم بكل ما قلته لكم ". كذلك نجد في إنجيل (يوحنا 15: 26-27) " ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضا لأنكم معي من الابتداء ". وفي إنجيل (يوحنا 16: 7- 11) : " لكني أقول لكم الحق إنه خير لكم أن أنطلق. لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة. أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضا. وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين ". وكذلك في إنجيل (يوحنا 16: 12- 14) : " إن لي أمورًا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن. وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ذاك يمجدني ".