فقال لهم بيلاطس عندكم حراس، اذهبوا واضبطوه كما تعلمون.
فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر " (27: 62 -66) .
ولذلك تكون الإجراءات التي تمت هي حراسة القبر وختم الحجر.
وإذا صرفنا النظر عن كيفية دحرجة الحجر واختلاف الأناجيل فيها، فإننا نقرأ في متى بعد ذلك الآتي:
" وفيما هما ذاهبتان (مريم المجدلية ومريم الأخرى) إذا قوم من الحراس جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ وتشاوروا وأعطوا العسكر فضة كثيرة، قائلين: قولوا إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام، وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين. فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم. فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم " (28: 11 -15) .
من ذلك يتبين أن خصوم المسيح وهم رؤساء الكهنة والشيوخ وكذا الحراس لم يشاهدوا قيامة المسيح، ولم يشاهدوه بعد القيامة، لكن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه هو وجود القبر - الذي قيل إنه دفن فيه - خالياً.
وإذا رجعنا إلى قصة دانيال أثناء السبي البابلي لوجدنا نظيراً لقصة المقبرة التي وضع عليها حراس وسدت بحجر مختوم. فلقد حدث أن تآمر خصوم دانيال عليه ووشوا به عند الملك لأنه لا يتعبد له، إنما بتعبد للإله الواحد خالق الأكوان. آنذاك غضب الملك وأمر بوضع دانيال في جب الأسوُد، وقفله بحجر وختمه. وفي هذا يقول سفر دانيال: " قالوا قدام الملك إن دانيال الذي من بني سبي يهوذا لم يجعل لك أيها الملك اعتباراً. . فلما سمع الملك هذا الكلام اغتاظ على نفسه جداً. . حينئذ أمر الملك فأحضروا دانيال وطرحوه في جب الأسوُد. أجاب الملك وقال لدانيال إن إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجيك. وأتى بحجر ووضع على فم الجب وختمه الملك بخاتَمه وخاتم عظمائه.