وقال - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع وهو يرمي جمرة العقبة: ((لتأخذوا مناسككم فإني لا أدري لعلِّي لا أحجُّ بعد حجتي هذه)) (?).
فمن تعظيم شعائر اللَّه تعالى: الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع مناسك الحج، وما يعمله الحاجّ في المشاعر، وإذا قصَّر في شيء من ذلك متعمِّداً راغباً عن سنته - صلى الله عليه وسلم - فليس منه في شيء، وكذلك جميع العبادات التي شرعها - صلى الله عليه وسلم -.
ومن تتبّع أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتأمّل في صفة حجة الوداع ظهر له تعظيم النبي - صلى الله عليه وسلم - لشعائر اللَّه، وتعظيمه لحرمات اللَّه - عز وجل -.
ثانياً: مغفرة ذنوب الحاج ورضوان اللَّه عليه، فيرجع إلى وطنه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه، إذا كان متَّقياً ربه في حجِّه: بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، وقد تقدم في فضائل الحج والعمرة قول النبي
- صلى الله عليه وسلم -: ((من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه)) (?).
وذكر الإمام الطبري رحمه اللَّه تعالى: أن معنى قوله تعالى: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} (?) هو أن الحاج يخرج مغفوراً له كيوم ولدته أمه لا إثم عليه، فقد ذكر ستة أقوال لأهل العلم في معنى الآية، ثم قال رحمه اللَّه: ((وأولى هذه الأقوال بالصحة قول من قال: تأويل ذلك: {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ} من أيام