عائشة رضي اللَّه تعالى عنها قالت: ((خرجنا مع رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع ... )) الحديث، وفيه: (( ... فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبالصفا والمروة، ثم حلّوا، ثم طافوا طوافاً آخر بعد أن رجعوا من منى لحجِّهم، وأما الذين كانوا جمعوا الحج والعمرة فإنما طافوا طوافاً واحداً)) (?)، وتعني بالطواف الآخر الطواف بين الصفا والمروة على أصح الأقوال؛ لأن طواف الإفاضة ركن في حق الجميع، وقد فعلوه.

ويدل على صحة ذلك أيضاً ما رواه البخاري تعليقاً مجزوماً به عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه سُئِلَ عن متعة الحج فقال أهلّ المهاجرون والأنصار،

وأزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع، وأهللنا فلمَّا قدمنا مكة قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلَّد الهدي))، فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال: ((من قلَّد الهدي؛ فإنه لا يحل حتى يبلغ الهدي محله))، ثم أمرنا عشية التروية أن نهلَّ بالحج، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة، وقد تمَّ حجنا وعلينا الهدي)) (?)، وهذا صريح في سعي المتمتع مرتين واللَّه أعلم (?).

وسمعت شيخنا ابن باز رحمه اللَّه يقول: ((فيه التصريح في أن المتمتع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015