وهنا قِف - وفقك الله -، وتأمل حالَنا مع اللهِ عزَّ وَجَلّ إذا زَعَمْنا أننا صلُحنا واستقمنا وكأنَّ لنا على اللهِ حقًّا نستوجبه بأعمالنا لعدم عِلْمِنا بحقيقة العبودية وما يستحقه المعبود سبحانه (?).
ثم قال ابن القيم بعد الكلام السابق: (ومن ها هُنا انقطعوا عن الله وحُجِبَت قلوبهم عن معرفته ومحبته والشوق إلى لقائه والتنعم بذكره، وهذا غاية جهل الإنسان بربه وبنفسه!، فمحاسبة النفْس هي نظر العبد في حق الله عليه أولاً ثم نظرُه هل قام به كما ينبغي ثانياً.
وأفضل الفِكْرِ الفِكْرُ في ذلك، فإنه يُسيِّرُ القلبَ إلى اللهِ ويطرحه بين يديه ذليلاً خاضعاً منكسراً كسْراً فيه جبره، ومفتقراً فقراً فيه غناه، وذليلاً ذُلاًّ فيه عِزُّه، ولو عَمِلَ مِن الأعمال ما عساه أن يعمل فإنه إذا فاته هذا فالذي فاته من البِرِّ أفضل من الذي أتى!) انتهى (?).
ثم ذكَر ابن القيم – رحمه الله - ما جاء في الأثر عند الإمام أحمد عن أبي الجلَد أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى – عليه السلام -: (إذا ذكَرتني فاذكرني وأنت تنتفض أعضاؤك وكُن عند ذكري خاشعاً مطمئناً، وإذا ذكرتني فاجعل لسانك من وراء قلبك، وإذا قمتَ بين يدي فَقُم مقام العبد