بين المخلوق مهما يكن حتى الحور العين وبين الخالق سبحانه المعبود الحق.
وحتى لا يكون التعبُّد فقط لإحسان الله إلى عبده سواء في الدنيا أو الآخرة بل يكون لِذات المعبود سبحانه.
ولذلك يقول ابن القيم - رحمه الله -: (المحبة المقصورة على إحسان الربِّ على عبده هي محبة العوام لأن مَنْشأها من الأفعال لا من الصفات والجَمال، ولوْ قُطِع الإحسان عن هذه القلوب لتَغيّرتْ وذهبت محبتها أو ضعفت فإن باعِثها إنما هو الإحسان، ومَن وَدَّكَ لأمرٍ ولىّ عند انقضائه، فهو برؤية الإحسان مشغول، وبتوالي النعم عليه محمول) انتهى (?).
إن من الواجب علينا أن نتفقد أحوالَنا بِعِلْم لأن الفرق كبير بين فهمنا وفهوم سلف هذه الأمة.
ولتعلم حقيقة كلام ابن القيم الأخير في ذَمّ المحبة المقصورة على الإحسان فقد قال أبو الدرداء - رضي الله عنه -: (من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قلَّ علمه وحضر عذابه) (?).
وقال ابن أبي الحواري - رحمه الله تعالى -: سُئل أبو سليمان الداراني - رحمه الله - وأنا حاضِر: ما أقرب ما يُتقرب به إلى الله عز وجل؟!،