يضيع العلم ما أفتيت أحدا، يكون لهم المهنأ وعلي الوزر1.

قيل: كان حفص بن عبد الرحمن شريك أبي حنيفة، وكان أبو حنيفة تجهز عليه، فبعث إليه دفعة متاعا وأعلمه أن في ثوب كذا عيبا فإذا بعته فبيِّن، فباع حفص المتاع ونسي أن يبين العيب ولم يعلم ممن باعه، فلما علم أبو حنيفة بذلك تصدق بثمن المتاع كله2.

قال الفيض بن محمد الرقي: لقيت أبا حنيفة ببغداد فقلت له: إني أريد الكوفة، فلك حاجة؟ قال: إيت ابني حمادا فقل له: يا بني إن قوتي في الشهر [درهمان] 3 فمرة للسويق، ومرة للخبز، وقد حبسته عني فعجِّله عليَّ4.

وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت] 112/ب [:

كفى حزنا أن لاحياة نيئة ... ولا عمل يرضي به الله صالح5

وكان أبو حنيفة قد جعل على نفسه أن لا يحلف بالله في عرض حديثه إلا تصدق بدرهم، فحلف فتصدق، ثم جعل على نفسه أن لا يحلف بالله إلا تصدق بربع دينار فتصدق بربع دينار، فجعل على نفسه إن حلف يتصدق بدينار، وكان إذا حلف صادقاً في عرض الكلام تصدق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015