الخبر، أو جعل خبر مبتدأ محذوف، وكاف إن نصب على الذم، وليس بوقف إن جرَّ صفة لـ «الكافرين»، أو أبدل مما قبله، أو جعل بيانًا له.
{ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [28] جائز، إن جعل ما بعده مستأنفًا، وليس بوقف إن جعل خبر «الذين»، أو عطف على «الذين تتوفاهم».
{مِنْ سُوءٍ} [28] تام عند الأخفش؛ لانقضاء كلام الكفار. فـ «من سوء» مفعول «نعمل» زيدت فيه «من»، أي: ما كنا نعمل سوءًا، فرد الله أو الملائكة عليهم بـ «بلى»، أي: كنتم تعملون السوء. وقيل: الوقف على «بلى»، والأول أوجه.
{بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)} [28] كاف، وقيل: وصله أولى؛ لمكان الفاء بعده.
{خَالِدِينَ فِيهَا} [29] كاف عند أبي حاتم، وعند غيره جائز.
{الْمُتَكَبِّرِينَ (29)} [29] تام.
{أَنْزَلَ رَبُّكُمْ} [30] كاف؛ لأنَّ «قالوا» مستأنف.
{خَيْرًا} [30] تام، أي: قالوا أنزل خيرًا؛ فـ «خيرًا» مفعول «أنزل»، فإن قلت: لِمَ رفع «أساطير»، ونصب «خيرًا»؟ قلت: فصلًا بين جواب المقر وجواب الجاحد، يعني: أنَّ المتقين لما سئلوا أطبقوا الجواب على السؤال بينًا مكشوفًا مفعولًا؛ للإنزال، فقالوا: «خيرًا»، وهؤلاء عدلوا بالجواب عن السؤال، فقالوا: «أساطير الأولين». وليس هو من الإنزال في شيء، وليس «خيرًا» بوقف إن جعل ما بعده جملة مندرجة تحت القول مفسرة لقوله: «خيرًا»، وذلك أنَّ الخير هو الوحي الذي أنزل الله فيه أنَّ من أحسن في الدنيا بالطاعة فله حسنة في الدنيا، وحسنة في الآخرة، وكذا إن جعل بدلًا من قوله: «خيرًا» (?).
{حَسَنَةٌ} [30] كاف، ومثله «خير».
{الْمُتَّقِينَ (30)} [30] تام، إن رفع «جنات» خبر مبتدأ محذوف، أي: لهم جنات، أو جعل مبتدأ، و «يدخلونها» في موضع الخبر. وجائز إن رفعت «جنات» نعتًا، أو بدلًا مما قبلها؛ لكونه رأس آية. وقول السخاوي، وغيره: وإن رفعت «جنات» بـ «نعم» لم يوقف على «المتقين» مخالف لما اشترطوه في فاعل «نعم» من أنه لا يكون إلَّا معرفًا بـ (أل)، نحو: نعم الرجل زيد، أو مضافًا لما فيه (أل)، نحو: فنعم عقبى الدار، ولنعم دار المتقين كما هنا، أي: غالبًا. ومن غير الغالب قوله في الحديث: «نعم عبد الله خالد ابن الوليد» (?)، ويجوز كونها فيه.