بعد كِتَابَة مَا تقدم ظَفرت بِخمْس وَأَرْبَعين ورقة من أول كتاب الْبَرْق المتالق فِي محَاسِن جلق للشَّيْخ مُحَمَّد كَمَال الدّين الْغَزِّي العامري الدِّمَشْقِي فالتقطت مِنْهُ مَا يتَعَلَّق بمتنزهات دمشق الَّتِي طمس الدَّهْر أثار أَكْثَرهَا وَقد صدر ذَلِك الْفَاضِل كِتَابه بأرجوزة مُطَوَّلَة من نظمه واليك هِيَ بِتَمَامِهَا قَالَ

(الْحَمد لله مفيض النعم ... مول لمن شَاءَ صنوف الْكَرم)

(مكون الاكوان بالاتقان ... صنع حَكِيم مبدع متقان)

(بِلَا مِثَال سَابق قد صورا ... هَذَا الْوُجُود فَكُن بذا مُعْتَبرا)

(فَفِيهِ أكبر شَاهد التَّوْحِيد ... ولقو الايمان كالتشييد)

(فكم بقاع خصها بالشرف ... واختها قضى لَهَا بالسخف)

(وبلدة حوت رياضا وزهر ... وورودا يانعات ونهر)

(وبلدة من عاصفات الْحر ... ظمأى وسقيا أرْضهَا من بِئْر)

(وقرية ربت من الأ مطار ... تسقى بِمَاء الديمة المدرار)

(مَشِيئَة قد شاءها الرَّحْمَن ... بكفه الاعطاء والحرمان)

(هذي دمشق الشَّام دَار اللَّهْو ... فاسند حَدِيثي عَن رباها وارو)

(حاكت جنان الْخلد عِنْد الْعرض ... بل قيل عَنْهَا جنَّة فِي الارض)

(بل شامة الدُّنْيَا وَعين الْملك ... وَيعرف الدِّينَار عِنْد السبك)

(أنهارها عد النُّجُوم الزهر ... وَلَيْسَ الا فِي رياض تجْرِي)

(وكل روض فِي مِثَال الْجنَّة

واق لاخوان الصَّفَا كالجنة)

(فان ترم تَفْصِيل ذَا قُم واستمع ... سهل القريض أَخا الذكاء الْمُمْتَنع)

(بعد التَّحِيَّات الغزار الجمة ... تهدي لخير الْخلق مهدى الْأمة)

(وَآله الانجاد ثمَّ الصحب ... وَكلهمْ فِي فَضله كالسحب)

(هاك اسْتمع مني حَدِيث الشَّام ... دَار التصابي وَالنَّعِيم السَّامِي)

(قد خصها الرَّحْمَن بالانهار ... وَطيب الْأَرْوَاح والازهار)

(وخصها الْمولى بِذَاكَ الْجَبَل ... وَقل ان يَخْلُو مَكَان من ولي)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015