(وأدمعي قنوات والعذول حكى ... ثورا يلوم الْفَتى فِي عنفه ابدا)

(على مغنية بالجنك جاوبها ... شَبابَة كم بهَا من عاشق شَهدا)

(فالبدر جبهتها والدف ربوتها ... وخالها مَاتَ من خلْخَالهَا كمدا)

هَذَا مَا كَانَ فِي الْقَدِيم من متنزهاتها وَهِي مَوْجُودَة الى الْآن الا أَن أبنيتها تَغَيَّرت وأوضاعها تبدلت وَقَالَ البدري انه كَانَ من ظَاهر بَاب السَّلامَة الى ظَاهر بَاب توما ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ عينا تجْرِي الى الْقبْلَة قَالَ وَرَأَيْت غالبها وأرتويت من أعذبها انْتهى وَنحن لم نر مِنْهَا شَيْئا والارض لله يقلبها كَيفَ يَشَاء

الحواكير

هِيَ كالحدائق فِي سفح قاسيون والفاصل بَينهَا وَبَين جبل الربوة عقبَة دمر الَّتِي بجانبها قبَّة السيار وَقد تضاربت الآراء فِي هَذَا الْقبَّة فَحكى البدري فِي نزهة الانام فِي شَأْنهَا حِكَايَة ملتقطة من أَفْوَاه الْعَوام مُدعيًا صِحَّتهَا وَهِي لَا أصل لَهَا قَالَ ان نصرا وسيارا كَانَا أَخَوَيْنِ فِي الله وابتنى كل وَاحِد مِنْهُمَا قبَّة يتعبد فِيهَا وَكَانَا اذا اشتاق احدهما لصَاحبه مَشى اليه فِي الْهَوَاء وَهَذِه كَمَا ترى مَوْضُوعَة ملفقة وَزعم كتاب الجرائد فِي عصرنا ان قبَّة السيار مرصد للفلك وَلَيْسَ بِصَحِيح وَالْأَقْرَب للصِّحَّة مَا رَوَاهُ ابْن عَسَاكِر فِي تَارِيخه بِسَنَدِهِ الى أَحْمد بن الْخَيْر الْوراق الدِّمَشْقِي قَالَ لم تزل مُلُوك بني الْعَبَّاس تخف الى دمشق طلبا للصِّحَّة وَحسن المنظر مِنْهُم الْمَأْمُون فانه اقام بهَا وأجرت اليها قناة من نهر منين فِي سفح جبلها الى مُعَسْكَره بدير مران وَبنى الْقبَّة الَّتِي فِي اعلى جبل دير مران وصيرها موقدا توقد النَّار فِي اعلاها لكَي ينظر الى مَا فِي عسكرة اذا جن عَلَيْهِ اللَّيْل وَكَانَ ضوؤها وضياؤها يبلغان الى ثنية الْعقَاب والى جبل الثَّلج انْتهى وَهَاتَانِ القبتان احداهما فِي الْجَبَل الغربي عَن الصالحية وَهِي الْآن بَاقِيَة وَالثَّانيَِة على قمة جبل قاسيون فِي الْجَانِب الشمالي وَقد تهدمت وَلم يبْق مِنْهَا الا بعض آثَار

وَهنا انْتهى مَا أردنَا أيراده فِي هَذَا السفرالمبارك بعد تجشم مشاق فِي التنقيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015