وقال أحمد بن حنبل: "شر الحديث الغرائب التي لا يعمل بها، ولا يعتمد عليها" 1.
متى يتصدَّر للتصنيف والتأليف:
قال ابن جماعة (ت 73هـ.) :
"فإذا كملت أهليته، وظهرت فضيلته، ومرّ على أكثر كتب الفن، أو المشهور منها بحثاً، ومراجعة، ومطالعة، اشتغل بالتصنيف وبالنظر في المذاهب، سالكاً الإنصاف فيما يقع له من الخلاف" 2.
وقال أيضاً:
"والأولى أن يعتني بما يعم نفعه وتكثر الحاجة إليه، وليكن اعتناؤه بما لم يسبق إلى تصنيفه متحرياً إيضاح العبارة في تأليفه، معرضاً عن التطويل الممل، والإيجاز المخل مع إعطاء كل مصنف ما يليق به" 3.
وقال الخطيب البغدادي (ت 463هـ.) :
"ينبغي أن يُفرِّغ المصنف للتصنيف قلبه، ويجمع له همَّه، ويصرف إليه شغله، ويقطع به وقته ... ".
ثم قال:
"ولا يضع من يده شيئاً من تصانيفه إلا بعد تهذيبه وتحريره، وإعادة تدبره وتكريره" 4.
وقال أيضاً:
"قلَّ ما يتمهر في علم الحديث، ويقف على غوامضه، ويستثير الخفي من فوائده، إلا من جمع متفرقه، وألف مشتته، وضم بعضه إلى بعض، واشتغل بتصنيف أبوابه، وترتيب أصنافه، فإن ذلك الفعل مما يقوّي النفس، ويثبت الحفظ، ويذكي القلب، ويشحذ الطبع، ويبسط اللسان، ويجيد البيان،