وصاحب هوىً يدعو الناس إليه، ورجل معروف بالكذب في أحاديث الناس وإن كان لا يكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا رجل له فضل وصلاح لا يعرف ما يحدث به" 1.
ب - تمييز الصحيح من السقيم وحديث الثقة من غير الثقة، والحافظ من سيئ الحفظ. قال الإمام عبد الرحمن بن مهدي (ت 198هـ.) : "لا يجوز أن يكون الرجل إماماً حتى يتعلم ما يصح مما لا يصح، وحتى لا يحتج بكل شيء، وحتى يعلم مخارج العلم" 2. وقال الإمام مسلم في مقدمة صحيحه 3: "واعلم وفقك الله تعالى، أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات وسقيمها، وثقات الناقلين لها من المتهمين أن لا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه، والستارة في ناقليه، وأن يتقي منها ما كان منها عن أهل التهمة والمعاندين من أهل البدع".
وأما وسائل تثبيت العلم فمن أهما:
أ - حسن الفهم: وقد سبقت الإشارة إلى اهتمام السلف به.
ب - حفظه والعمل به: قال عامر بن شراحيل الشعبي (ت 103هـ.) : "كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل، ونستعين على طلبه بالصوم" 4.
وقد أُثِر عن غير واحد من السلف واشتهر عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قوله: "ما بلغني حديث إلا عملت به، وما عملت به إلا حفظته". وقال وكيع بن