4 - وليأخذ من الحفظ والشرح ما يمكنه ويطيقه حاله من غير إكثار يُملّ، ولا تقصير يُخلّ بجودة التحصيل.

قال الخطيب البغدادي: "ولا يأخذ الطالب نفسه بما لا يطيقه، بل يقتصر على اليسير الذي يضبطه ويُحكم حفظه ويُتقنه".

ثم ذكر بإسناده إلى إسماعيل بن علية قال: "كنت أسمع من أيوب خمسة أحاديث، ولو حدثني بأكثر من ذلك ما أردت".

وعن سفيان الثوري قال: "كنت آتي الأعمش ومنصوراً فأسمع أربعة أحاديث، خمسة، ثم أنصرف كراهة أن تكثر وتفلت".

وفي ترجمة سفيان الثوري في الحلية لأبي نعيم الأصبهاني:

عن زيد بن الحُباب قال: "سمعت الثوري وسأله شيخ عن حديث فأجابه، ثم عن آخر فأجابه، ثم عن ثالث فأجابه، ثم سأله في الرابعة، فقال: إنما كنت أقرأ على الشيوخ الحديثيْن والثلاثة، لا أزيد حتى أعرف العلم والعمل بها. فألح الشيخ عليه فلم يجبه. فجلس الشيخ يبكي، فقال له سفيان: يا هذا تريد ما أخذتُه في أربعين سنة تأخذه أنت في يوم واحد؟ ".

وعن شعبة أيضاً قال: "كنت آتي قتادة فأسأله عن حديثيْن، فيحدثني، ثم يقول: أزيدك؟ فأقول: لا، حتى أحفظهما وأُتقنهما" 1.

وعن يونس بن يزيد قال: قال لي ابن شهاب: "يا يونس، لا تكابر العلم، فإن العلم أودية بأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه، ولكن خذه مع الأيام والليالي. ولا تأخذِ العلم جملةً، فإن من رام أَخْذَه جملةً ذهب عنه جملةً، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي" 2.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015