وفرض الهدنة الأولى، كان لإنقاذ يهود من اندحار أكيد ..
وبعد معركة (جنين) التي خاضها فوج (?) عراقى واحد مقابل ما يزيد على العشرة آلاف يهودى، أخلى اليهود مدينة العفولة وحيفا، وانفجرت مظاهراتهم الصاخبة مطالبة بإيقاف الحرب بأي ثمن وبدون قيد أو شرط.
ومعركة (جنين)، هي معركة العراء الوحيدة التي اضطر يهود على خوضها، ولم يشهدوا بعدها معركة عراء أبدًا، وصدق الله العظيم: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (?)}.
وكان ضباط يهود حين يحضرون المفاوضات مع ضباط العرب بإشراف ممثلى الهدنة من هيئة الأمم المتحدة، ويرفضون الحضور ما لم يتأكدوا من أن الضباط العرب عُزل من السلاح.
وقد هاجمت دورية (?) قتال يهودية قرية (جلبون) في ليلة من ليالى خريف سنة 1948 وأسرت ستة رجال وامرأتين، فما كان من جيش العراق المرابط في (جنين) إلا أن قصف مستعمرة (تل العمال) القريبة من (بيسان) بست عشرة قنبلة من قنابل المدفعية، وأشاع أن هذه العملية هي انتقام من يهود لأسرهم العرب من جلبون)، فسارع يهود على أثرها بإطلاق سراح الأسرى، وأرسلوهم معززين مكرمين بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من موعد قصف المدفعية لمستعمرة (تل العمال) (?).