ومن خيرة مثقفيهم، فقد كانوا يقولون لهم (القراء) لما يمتازون به بين قومهم من ثقافة عالية، بالإضافة إلى ميزتهم العسكرية.
ويكفى أن يفهم القارئ أن رجال هذا الوفد كانوا على مستوى ذلك المحارب الشهير البطل (الحارث بن الصمة) (?) الذي كان أحد الأفذاذ الذين ثبتوا يوم أحد، ودافعوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفاعًا رائعًا ساعة انهزام المسلمين عنه بعد الانتكاسة، فقد كان هذا البطل المثقف الشجاع ضمن من لقى حتفه من القراء (غدرًا) في ديار نجد.
تحرك وفد الدعوة المسالم هذا وغادر المدينة في جوار سيد بنى عامر، عامر بن مالك، ولم يكن هذا الوفد (طبعًا) مستعدًا للحرب.
لأنه إنما جاء لدعوة القبائل إلى الإسلام وكان على ما يشبه اليقين بأن لن يلقى حربًا أثناء قيامه بمهمته السلمية التي أوكلت إليه، لا سيما وأنه في جوار سيد من سادات بنى عامر.
واصل وفد الدعوة سيره حتى وصل إلى مكان بين منازل بنى عامر وديار بنى سليم يقال له (بئر معونة) وإذ وصل الوفد ذلك المكان بعث أحد أعضائه - حرام بن ملكان - (?) بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يحمله