فقد بعثت قريش (قبيل نشوب المعركة) بهذا الخائن لاستمالة قومه الأَوس من الأَنصار ليتركوا النبي - صلى الله عليه وسلم - وينحازوا إلى جانب المشركين.
فوقف بين الصفوف، ونادى قومه من الأَوس في معسكر المسلمين قائلًا:
"يا معشر الأَوس أنا أبو عامر الراهب" (وكان المذكور رأس الأوس وسيدهم قبل الإسلام).
ولكن قومه (الأَوس) بمجرد أن سمعوا صوته، لم يتركوا له فرصة ليسترسل في الكلام، بل أجابوه بصوت واحد: (لا مرحبًا بك ولا أهلًا يا فاسق).
فلما سمع الخائن ردهم، قال: "لقد أصاب قوي بعدي شر"، وكان هذا الخائن أبو عامر يزعم لقريش وهو بمكة، أنه مسموع الكلمة بين قومه الأوس، وأنهم بمجرد أن يروه ويسمعوا صوته سيتركون مواقعهم في الجيش الإِسلامي وينضمون إلى جيش مكة تحت قيادته هو.
وكانت قيادة مكة قد أعطت أبا عامر الراهب هذا، اللفيف