المشركين يحجون ويطوفون عراة فأخر الحج حتى نبذ إلى كل ذي عهد عهده، وذلك في السنة التاسعة ثم حج في العاشرة (بعد إمحاء رسوم الشرك) (?).

النبي لم يحج حجة الإِسلام في العمر إلا مرة:

والثابت عند المحققين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يحج في حياته (بعد فرضية الحج) إلا مرة واحدة وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل هجرته "وعندما كان مغلوبًا على أمره"، يشهد كل سنة مواسم الحج يعرض نفسه على القبائل يدعوهم إلى الإِسلام، في هذه المواسم التي كانت السيطرة الكاملة فيها للمشركين الذين يؤدون الحج حسب التقاليد مخالفين التعاليم الإِسلامية حتى أنهم دائمًا يقفون في غير التاسع من ذي الحجة وذلك التلاعب في الأشهر الذين يباشرونه وهو النسئ الذي نعاه الله تعالى عليهم.

قال السهيلى في شرح السيرة النبوية: "لا ينبغي أن يضاف إليه "أي النبي - صلى الله عليه وسلم -" في الحقيقة إلا حجة الوداع، وإن حج مع الناس، إذ كان بمكة، فلم يكن ذلك الحج على سنة الحج وكماله لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان مغلوبًا على أمره، وكان الحج منقولًا عن وقته، فقد ذكر أن أهل الجاهلية كانوا ينقلون الحج على حساب الشهور الشمسية ويؤخرونه في كل سنة أحد عشر يومًا (?).

أما العمرة فالمتفق عليه بين المحققين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتمر ثلاث عمر. أولها عمرة الحديبية حين منعه المشركون دخول مكة فعقد معهم الصلح المشهور في ذي القعدة عام 6 هجرية فتحلل وحسبت له عمرة. وثانيها في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015