يلحظوننى وينالون مني ما أكره، قالوا: نحن نبنى مسجدًا تتحدث فيه عندنا (?).
وفي مسجد الضرار أنزل. الله تعالى قوله: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَينَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ} -المراد به أبو عامر الفاسق- {وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (109) لَا يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (?).
وعندما عاد النبي - صلى الله عليه وسلم - من تبوك إلى المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا ... من ثنيَّات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
قال البيهقي: وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة، إلا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك والله أعلم (?) .. قلت من المحتمل جدًّا أن يكن النساء والصبيان والولائد أنشدن هذا الشعر إعادة، كما يحدث في كثير من المناسبات والله أعلم.
وروي البخاري في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين دنا من المدينة قال: "إنَّ بالمدينة أقوامًا ما سرتم مسيرًا ولا قطعتم واديًا إلا كانوا معكم" فقالوا: يا رسول الله وهم بالمدينة.؟ قال: وهم بالمدينة حبسهم العذر، وفي صحيح البخاري عن أبي حميد قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك حتى إذا أشرفنا