كذلك من أهم مكاسب حملة تبوك وفوائدها المعنوية العظمى، سريان هيبة الإِسلام إلى ما وراء حدود الجزيرة العربية وداخل بلاد الشام نفسها، مما كان له الأثر في تخوف بعض الحاكمين المحليين ورجال الدين المسيحي في الركن الجنوبي من الشام حيث يقع رأس خليج العقبة، فقد جاء البعض من الحكام المحليين ورجال الدين هؤلاء إلى تبوك باختيارهم، جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما علموا بوجوده في تبوك، وعقدوا معه صلحًا وطلبوا منه الأمان على أن يكونوا سلمًا له، ولا يعينون عدوا عليه، فأعطاهم ذلك كما سيأتي تفصيله إن شاء الله.

ومجئ هؤلاء المسيحيين خاضعين طائعين للنبي صلى الله عليه وسلم من الشام يعتبر أول فتح إسلامي في بلاد الشام التي تعتبر يوم ذاك جزءًا من الإِمبراطورية الرومانية فإيلات التي جاء منها إلى تبوك هؤلاء النصارى تعتبر جزءًا من فلسطين، وفلسطين جزء من الشام.

ولم يكن أهل إيلة (إيلات) النصارى وحدهم الذين جاءوه وأعطوه الجزية وأعلنوا قبول سلطان الإِسلام، بل جاءه أيضًا حكام مناطق أخرى في الشام وهي أذرح (?) وجرباء (?).

فقد جاء في كتب التاريخ المعتمدة أن ملك أيلة (إيلات) وأهل أذرح وجرباء، لما بلغهم وصول النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك خافوا أن يتقدم إليهم بجيشه فسارعوا بالمجئ إليه ليبرموا معه الصلح باذلين له الطاعة والجزية التي يدفعها المعاهدون للمسلمين حسب النظم التي سنها القرآن الكريم.

فقد ذكر الواقدي أن أهل دومة وتيماء (?)، قد خافوا النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأوا العرب قد أسلمت، وقدم يحنة بن رؤبة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان يحنة ملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015