وكان الذي أخبر عمارة زيد أخوه عمرو بن حزم، وكان في الرحل رهط من أصحابه. والذي ذهب فجاء بالناقة من الشعب، الحارث بن خزمة الأشهلى (?)، وجدها وزمامها قد تعلق في شجرة (?). قال الواقدي: فقال زيد بن اللصيت: لكأنى لم أسلم إلا اليوم، قد كنت شاكا في محمد، وقد أصبحت وأنا فيه ذو بصيرة، وأشهد أنه رسول الله، فزعم الناس أنه تاب (?).

ولكن خارجة بن زيد (?) بن ثابت ينكر أن يكون ابن اللصيب قد تاب، فقد كان خارجة يقول: لم يزل زيد بن اللصيت فسلا (?). حتى مات (?).

أول من حدا من العرب بالإِبل:

ويذكر الواقدي أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما صار بوادى المشقق (?) سمع حاديا في جوف الليل فقال: أسرعوا بنا نلحقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ممن الحادي، منكم أو من غيركم؟ قالوا: بلى من غيرنا، قال: فأدركه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا جماعة، فقال: ممن القوم؟ قالوا: من مضر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا من مضر، فانتسب حتى بلغ مضر، قال القوم: نحن أول من حدا بالإِبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف ذلك؟ قالوا: بلى إن أهل الجاهلية كان يغير بعضهم على بعض، فأغير على رجل منهم ومعه غلام له، فندت إبله فأمر غلامه أن يجمعها، فقال: لا أستطيع، فضرب يده بعصا،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015