فصاروا دائمًا أهل رعدة وعجلة وكلام مختلط، وأهل سفه، وكان الذي جاءهم بالكتاب رجل من عرينة يقال له: عبد الله بن عوسجة. قال الواقدي: رأيت بعضهم عييًّا لا يبين الكلام (?).

- 4 -

حملة علقمة المدلجي البحرية .. ربيع الآخر سنة تسع هـ:

وهي حملة بحرية قوامها ثلاثمائة مقاتل، قادها وخاض بها البحر الأحمر (بحر القلزم) علقمة بن مجزّر المدلجى (?)، وسبب تجريد هذه الحملة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن قرصانًا من الحبشة شاهدهم أهل الشعيبة (وهي ميناء قرب جدة) يجوبون البحر بسفنهم، فجند الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثلاثمائة من أصحابه، وأعطى قيادتهم علقمة بن مجزر ليهاجم بهم القراصنة الأحباش.

فتوجه علقمة من المدينة بكتيبته حتى وصل ساحل جدة - عند الشعيبة - ومن هناك كب برجاله البحر حتى انتهى إلى جزيرة كان يعسكر فيها القراصنة، فلما رأوا الجيش النبوي يقترب من الجزيرة (لم يذكر المؤرخون أية جزيرة هي) ركبوا سفهم وهربوا إلى عرض البحر باتجاه الحبشة.

فعاد علقمة بكتيبته إلى ساحل الجزيرة عند الشعيبة، دون أن يحدث أي اشتباك بينه وبين القراصنة الأحباش.

وكان جيش علقمة مكوّنا من قبائل مختلفة، فلما وصلوا بعض المنازل أثناء عودتهم، استأذنه بعض أفراد الجيش، حيث لم تعد لهم حاجة بعد طرد القراصنة، فأذن لهم وأمر عليهم عبد الله بن حذافة السهمى (?) - وكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015