أوس بن عوف من بني مالك، وهذا أثبت عندنا- وكان عروة رجلًا من الأحلاف، فأصاب أكحله (?) فلم يرقأ دمه (?) وحشد قومه في السلاح، وجمع الآخرون وتجايشوا، فلما رأى عروة ما يصنعون قال: لا تقتتلوا فيّ فإني قد تصدقت بدمى على صاحبه ليصلح بذلك بينكم، فهي كرامة أكرمنى الله بها، الشهادة ساقها الله إليّ، أشهد أن محمدًا رسول الله، خبرّني عنكم هذا أنكم تقتلونني، ثم قال لرهطه: ادفنوني مع الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يرتحل عنكم، قال: فدفنوه معهم، وبلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قتله فقال: مثل عروة مثل صاحب ياسين، دعا قومه إلى الله عزَّ وجلَّ فقتلوه.
فلما قتل عروة، قال ابنه أبو مليح (?) بن عروة بن مسعود، وابن أخيه قارب بن الأسود بن مسعود (?) لأهل الطائف: لا نجامعكم على شيء أبدًا، وقد قتلتم عروة، ثم لحقا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلما، فقال لهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: توليَّا من شئتما، قالا نتولى الله ورسوله. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: وخالكما أبو سفيان بن حرب، حالفاه. ففعلا، ونزلا على المغيرة بن شعبة، وأقاما بالمدينة حتى قدم وفد ثقيف في رمضان سنة تسع الهجرية (?).
وعقب ارتكاب ثقيف جريمتها النكراء المتمثلة في قتل سيدها المسلم عروة بن مسعود، وبعد أن شعرت وأحست بما يشبه العزلة القاتلة بين العرب، تنبه أحد دهاتها وعقلائها وهو عمرو بن أمية أحد بني علاج (?). تنبه إلى