اضطر كثيرًا من غير المسلمين إلى التظاهر بالإسلام مع الانطواءِ على بغض الإسلام وإضمار الكيد للمسلمين.
وفي مقدمة هؤلاء رأْس النفاق عبد الله بن أُبى بن سلول (?) الذي نصح أَصحابه - بعد معركة بدر - بأَن يعلنوا إسلامهم حين قال مشيرًا إلى اشتداد شوكة المسلمين - بعد معركة بدر - هذا أَمر قد توجه (أي استمر) فلا مطمع في إزالته، ثم أعلن إسلامه، وتبعه على ذلك جميع أحزاب النفاق فتظاهروا بالإسلام.
ولكنهم مع هذا ظلوا في الباطن يتربصون بالإسلام الدوائر، وقد لجأَ هؤلاء المنافقون (في محاربة النبي وصحبه) إلى سلوك سبل الدس والمخاتلة، فظلوا يرسمون الخطط سرًّا للإيقاع بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وينتهزون الفرص لتفكيك وحدة أَصحابه وإضعاف قوتهم، كما هو مفصل في قصص المنافقين التي قصها القرآن وروتها أُمهات التاريخ.
على أنه إذا كانت هذه الفئة في المدينة وضواحيها من عبدة الأَوثان وقلة من اليهود، قد تظاهرت بالإسلام، وكفَّت عن معالنة النبي بالعداءِ