وقال آخرون من الأنصار: والله إنَّ هذا لهو العجب إنَّ سيوفنا لتقطر من دمائهم والغنائم تقسم فيهم (?) وفي رواية للإِمام البخاري: قال الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا (?)
ودخل سعد بن عبادة (?) سيد الخزرج على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبلغه ما يجد الأنصار في نفوسهم بسبب ما أعطى من غنائم لسادات قريش وزعماء القبائل الأخرى. فقال سعد: إن هذا الحيّ من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفئ الذي أصبت. قسمت في قومك وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يكن في هذا الحى من الأنصار شيء، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأين أنت من ذلك يا سعد، قال: يا رسول الله ما أنا إلا من قومى (?).
وفي بعض المصادر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأين أنت من ذلك يا سعد؟ فقال سعد: ما أنا إلا كأحدهم، وإنا لنحب أن نعلم من أين هذا؟ (?).
قال رواة الحديث وأصحاب السير أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما بلغه مقالات الأنصار التي تتضمن عتابهم له حين أجزل العطاء من الخمس لبعض سادات العرب، غضب حتى انعكس فعل الغضب على وجهه الشريف. قالوا: وأمر سيد الخزرج سعد بن عبادة أن يجمع له الأنصار ليتحدث إليهم ويشرح لهم الأسباب التي دعته إلى أن يصنع ما صنع من الذي أغضبهم فقالوا ما قالوا .. وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - سعد بن عبادة بأن لا يحضر هذا الاجتماع أحد من غير الأنصار.
وصدع سعد بن عبادة بالأمر فجمع الأنصار (أي ساداتهم) في خيمة