والسبى في الجعرانة حتى يعود من مطاردة الثقفيين. وكان الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - قد أسند أمر التحفظ على الغنائم والسبى إلى بديل بن ورقاء (وهو أحد زعماء خزاعة حلفاء النبي التقليديين). كما أسند أمر العناية بالسبى من النساء، والأطفال المحتجزين في الحظائر إلى بُسر بن سفيان الخزاعي (?).
ولما كان السبى (بعد انتصار الجيش الإسلامي) لا يملك من أمره شيئًا بعد انهزام هوازن، وأصبح أمانة في عنق الجيش الإسلامي. ولما كانت تعاليم الإِسلام تعاليم شفقة ورحمة وخاصة بالنسبة للأسير والمسكين {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} (?). فقد أمر الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - أن تبنى لهم منازل يستظلون فيها من الشمس في الجعرانة، حتى يعود من الطائف، فيبت في أمرهم.
كما أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - المشرف على شئون مالية الجيش والإعاشة (وهو بسر بن سفيان) أن يشتوى للسبى جميعًا ثيابًا فيكسوهم، فاشتراها سفيان وكساهم كلهم.
وقال الواقدي: كان سبى هوازن من حنين ستة آلاف، وكانت الإبل أربعة وعشرين ألفًا، وكانت: الغنم لا يدرى عددها، وقد قال بعضهم: إنها أربعين ألف شاة.
فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بسر بن سفيان الخزاعي يقدم مكة فيشترى للسبى ثيابًا يكسوها من بروب هجر (?) فلا يخرج المرء منهم إلا كاسيًا، فاشترى بسر كسوة فكسى بها السبى كلهم (?).
كان السبى من النساء والأطفال من هوازن حوالي ستة آلاف. وكانت