والسرور والابتهاج، كانت مكة في ذهول شديد، عند تلقى الأنباء الأَولية عن هزيمتها، واستعصى على عقول أهلها تصديق تلك الأَنباء، إلى درجة أنهم اتهموا الناقل الأول لأَنباء الهزيمة بالجنون.
فما كان يخطر لهم على بال، وما كانوا يتصورون أن ألف مقاتل يضم خيرة شباب قريش وأَمهر قادتها وأشجع زعمائها سيندحر هكذا (وبهذه الصورة المخزية) أَمام ثلاثمائة مقاتل من أهل المدينة الذين يفوقهم جيش مكة في كل شيء أضعافًا مضاعفة.
كان أَول من صك أسماع أهل مكة بهزيمة جندهم، الحيسمان بن إياس الخزاعي (?)، الذي كان أحد الفارين وأول القادمين من ساحة المعركة.
تجمع حوله أهل مكة وأَحاطوا به كتلا متراصة يسألونه (في لهفة) عن نتيجة المعركة، وقال قائلهم: ما وراءاك يا حيسمان؟ .
فأبلغهم (وهو يلهث من شدة الإعياء) خبر الهزيمة الساحقة التي نزلت بجيشهم، وبينما كان يعد عليهم بعض أسماء الصرعى من زعماء مكة وقادتهہاوقف عليه صفوان بن أُمية (?) - وهو أحد زعماء الشركبن