فدارت بين الفريقين تلك المعركة التاريخية الحاسمة التي هي موضوع دراستنا الرئيسية في هذا الكتاب.
غير أنه رغم زوال سلطان قريش (الأم الكبرى للوثنية) فقد بقيت حوالي مكة (غير هوازن) جيوب مقاومة للوثنية من العرب .. رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينهى مقاومتها ويخضعها لسلطان التوحيد قبل أن يدخل في المعركة الفاصلة مع قبائل هوازن.
فبعد أن استتب الأمر للمسلمين وتمت لهم السيطرة الكاملة على مكة المكرمة. بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعدة وحدات من جيشه من مكة، للعمل على إزالة أي أثر من آثار الوثنية في المنطقة. فقامت هذه الوحدات بهدم كل ما تبقى من أصنام في تلك المناطق الواقعة في الجنوب والجنوب الشرقي من مكة المكرمة.
فهدمت وحدات الجيش الإِسلامي صنم (مَناة) وصنم (العُزَّى) وهما من أعظم الأصنام التاريخية المعظمة عند العرب، واللذين جاء ذكرهما في القرآن الكريم، كما هدمت غيرهما من الأصنام التي هي المظهر الرئيسى للوثنية.
والعمليات الحربية التي قام بها الجيش الإسلامي من مكة (قبل معركة حنين) هي خمس عمليات عسكرية. وهي:
- 1 -
وهي دورية قتال قام بها من مكة سعد بن زيد الأشهلى لهدم صنم مَنَاة بالمشلل فقام بهدم الصنم ذكر ذلك الواقدي في مغازيه. إلا أنه لم يذكر أية تفاصيل عن كيفية هدم الصنم كيف كان موقف عبَّده. هل حدثت منهم مقاومة أم لا؟ .