زخم الهجوم الروماني وكان صمود فدائييها من أهم الأسباب التي حققت النصر في معركة اليرموك الحاسمة.
النبي على الصفا/رمز>
وبعد تلك الخطبة التاريخية التي أعادت الطمأنينة إلى نفوس القرشيين القلقة المضطربة انصرف الناس من المسجد وكل منهم تغمر نفسه الراحة النفسية، قد أمن على نفسه وماله وأهله، وبذلك خيم الهدوء الكامل على المدينة القدسة، وأصبحت الحياة عادية تمامًا.
أمَّا الرسول القائد المنتصر فقد تحول من المسجد - بعد أن ألقى فيه خطابه التاريخي - إلى الصفا التي تحمل للرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - الشيء الكثير من الذكريات الحلوة والمرة.
فمن على صخرة الصفا هذه سمعت قريش من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللمرة الأولى في حياتها - البيان الأول الداعى (بصيغة العموم) إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة ما سواه من الأنداد. حين كلفه الله تعالى - قبل ثمانية عشرة عامًا - بذلك بقوله تعالى: ({فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} (?).
ومن على صخرة الصفا هذه سمع من أقرب الناس إليه ما أثقل نفسه بالألم .. عمه أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب، الذي قال له "بعد أن جمع الناس وأبلغهم أنه رسول الله" .. تبًا لك ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تعالى في حقه {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ... } السورة.
وقد رقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد خطبته التاريخية ثانى يوم الفتح - صخرة الصفا فرفع يديه فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه وهو