الصبح، وأنهاكم عن صيام يومين، يوم الأضحى ويوم الفطر، وعن لبستين، لا يحتب أحدم في ثوب واحد يفضى بعورته إلى السماء، ولا يشتمل الصماء (?) ولا أخالكم إلّا قد عرفتموها.
كما أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذه الخطبة أعلن تحريم الاصطياد في الحرم وقطع الشجر فقال .. "لا ينفر صيدها ولا يعضد (أي يقطع) شجرها، ولا تحل لقطتها إلَّا لمنشد ولا يختلى خلاها (?)، فقال العباس بن عبد المطلب (وكان شيخًا مجربًا) .. إلا الإذخر (?) يا رسول الله فإنه لا بد منه، إنه للقبر وطهور للبيت، فسكت رَسول الله ساعة، ثم قال .. إلَّا الإِذخر فإنه حلال.
ثم تحدث - صلى الله عليه وسلم - عن بعض التشريعات الأخرى في محيط الأسرة فقال .. (ولا وصية لوارث، وأن الولد للفرايق وللعاهر الحجر ولا يحل لامرأة تعطى من مالها إلّا بإذن زوجها (?)، ولا تنكح المرأة على عمتها وخالتها (?)).
وبهذا الخطاب التاريخي الذي أرسى فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قواعد الإِسلام انطوى بساط الشرك والوثنية في مدينة كانت أعظم معقلًا لمحادة الله ورسوله، مكة المكرمة التي أصبحت العاصمة الثانية للإِسلام بعد المدينة