مالك) - لم يزد على أن تبسم (?).
لم يعد في الحجاز - بل في جزيرة العرب كلها - من هو ذا شوكة من المشركين يحسب له النبي - صلى الله عليه وسلم - حسابًا سوى قريش وقبائل هوازن المنتشرة ديارها شرقي مكة على امتداد مسافات شاسعة تتاخم حدود نجد.
وإذا كانت قريش العدو الرئيسى للمسلمين تتوقع أن يغزوها المسلمون. فإن هوازن هي الأخرى كانت تستعد لحرب المسلمين .. فتحشد الجيوش، وتبعث إلى خارج الجزيرة في شراء المعدات الحربية الثقيلة.
والذي تجدر الإِشارة إليه هنا هو أن قريشًا وهوازن - بالرغم من التقائهما عند مبدأ واحد وهو عداوة المسلمين والرغبة في القضاء عليهم. وبالرغم من أن إحداهما جارة للأخرى - فإنّا لم نر في شيء من كتب التاريخ أنهما سعيا (بأي شكل من الأشكال) لإِقامة أي نوع من أنواع الترابط العسكري، في اتحاد أو حلف يواجهون به عدوهم المشترك - النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - ولا يستبعد أن يكون ذلك راجعًا إلى اختلاف الفريقين في الأساليب التي يجب اتباعها لمواجهة أي غزو قد يقوم به المسلمون ضد أي منهما (?).
فقريش أصبحت غير ميالة للحرب (رغم نقضها صلح الحديبية)، لأنها تدرك أنه لا قبل لها بالمسلمين إذا ما تحركت قواتهم من المدينة للزحف على مكة. ولهذا قرر برلمانها (دار الندوة) أن أسلم وسيلة لإِيقاف ما