فانصر هداك الله نصرًا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجرَّدا ... في فيلَقٍ كالبحر يجرى مزبدًا
قِرمْ لقِرم من قروم أصيدا
ثم شرح عمرو بن سالم للرسول - صلى الله عليه وسلم - كيف غدرت بهم بنو بكر وقريش وقتلوهم وهم آمنون في الوتير وداخل مكة نفسها وهم يصَلُّون يتلون القرآن فقال:
هم بيَّتونا بالوَتير هُجّدا ... نتلوا القرآن ركعا وسجدا
وجعلوا في كداء رصَدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا
وهم أذلّ وأقلّ عددا
وبعد أن سمع الرسول - صلى الله عليه وسلم - من زعيم خزاعة عمرو بن سالم هذا الشعر المؤثرّ الذي شرح فيه ما تعرضت له خزاعة من عدوان غادر. غضب - صلى الله عليه وسلم - للذي فعلت قريش وبنو بكر. فأبلغ مبعوث خزاعة استعداده الكامل لنصرتها والانتقام لها ممن غدروا بها قائلًا: نُصرت يا عمرو بن سالم.
ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المسجد والغضب باد عليه وهو يردد تأكيده بأنه سينصر خزاعة المظلومة على قريش الظالمة.
فقد حدَّث عبد الحمد بن جعفر بن عمران بن أبي أنس عن ابن عباس (?) قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يجر طرف ردائه، وهو يقول: لا نُصرْتُ