قال الواقدي: فلما فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصن النزار بقيت حصون في الشق، فهرب أهلها منها حتى انتهوا إلى أهل الكتيبة والوطيح والسلالم، وكان محمد بن مسلمة يقول: ونظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى حصن النزار فقال: هذا آخر حصون خيبر كان فيه قتال، لما فتحنا هذا الحصن لم يكن بعده قتال حتى خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر (?).
وكان من السبايا اللواتي وقعن في أيدى المسلمين، صفية بنت سيد يهود بني النضر (حيي بن أخطب) ألد أعداء النبي - صلى الله عليه وسلم - وزوجة كنانة بن أبي الحقيق سيد خيبر، وكانت صفية قبلًا، زوجة لسلّام بن مشكم النضرى، فطلقها قبل أن يدخل بها كما ذكر ذلك صاحب السيرة الحلبية.
كانت صفية (وهي تحت كنانة بن أبي الحقيق) رأت في المنام كأنَّ قمر السماء قد وقع في حجرها، فلما قصَّت رؤياها على زوجها كنانة بن أبي الحقيق (ملك خيبر) غضب ثم لطمها على وجهها لطمة شديدة أخضَّرت لها عينها، ثم قال لها: أتتمنين ملك يثرب (يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -) أن يصير بعلك (?).
بالرغم من إجماع المؤرخين على أن صفيّة قد وقعت من جملة السبايا في أيدى المسلمين، فقد اختلفوا في الطريقة التي بها وقعت سبيّة مع السبايا .. فقد ذكر ابن هشام أن صفية أُخذت من حصن القموص، حصن زوجها (كنانة بن أبي الحقيق) الواقع في القسم الثاني من خيبر (?).