تهيأَت قريش للمعركة، وخرج أَبو جهل يحث الناس على القتال وقد روى ابن إسحاق أن أبا جهل، قبيل نشوب المعركة دعا الله قائلا:
اللهم اقطعنا للرحم وآتينا بما لا نعرف. فاحنه الغداة (?)، وقد كان المشركون عند خروجهم من مكة إلى بدر، أَخذوا بأَستار الكعبة ودعوا بهذا الدعاء:
اللهم انصر أَهدى الفئتين وأَعلى الجندين وأَكرم الحزبين، وأَفضل الدينين. ولا شك أن الله قد أجاب دعاءهم، فهزم المشركين ونصر رسوله.
وفي دعاء المشركين هذا نزل قول الله تعالى {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} (?).
وقد خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - يهنئ أَصحابه للقتال، وأَلقى عليهم كلمة قبيل المعركة قال فيها: "والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل صابرًا محتسبًا، مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة" (?).
وهنا ظهر نموذج من الإيمان الصادق الذي لا يقف في طريقه شيء فقد كان عمير بن الحمام (?) أَخو بني سلمة واقفًا في الصف، وفي يده