هم من أبناء العرب الذين دانوا باليهودية، وقد ذكر ابن إسحاق (كما رواه عنه ابن هشام) أن عائلة مرحب فارس خيبر المشهور الذي قتله علي بن أبي طالب هو من قبيلة حمير.

وهناك رأي آخر يشير إلى أن صلة بني إسرائيل بخيبر ويثرب كلها إنما كانت في عهد نبي الله الملك داود، (أي بعد موسى وقبل المسيح).

وقد ذكر هذا الرأي السمهودى في كتابه (وفاء الوفاء) ج 1 ص 158 فقال:

إن نبي الله داود غزا العماليق في المدينة فسلط الله عليهم الدود في أعناقهم فهلكوا عن آخرهم.

وذكر بعض المؤرخين أن سبب نزول اليهود خيبر والحجاز هو أن بعض علمائهم كانوا يجدون صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة وأنه يهاجر إلى بلد فيه نخل بين حرتين فأقبلوا من الشام يطلبون الصفة، فلما رأوا تيماء وفيها النخل، نزلها طائفة منهم، وظن طائفة أنها (خيبر) فنزلوها ومضى أشرافهم وأكثرهم إلى يثرب فنزلوها واستوطنوها.

نقل هذا (أيضًا) السمهودى في كتابه (وفاء الوفاء) ج 1 ص 160 عن ابن النجار، إلا أنه (كما هي عادة المؤرخين القدامى) لم يحدد التاريخ الذي جاء فيه هؤلاء اليهود إلى خيبر ويثرب. وإنما اكتفى بذكر السبب فقط.

والذي لا جدال فيه (حسب ما رواه الإخباريون الإسلاميون) هو أن اليهود لجأوا إلى الحجاز (وخيبر من الحجاز) في فترتين رئيسيتين:

الفترة الأولى حوالي عام 1200 قبل الميلاد بعيد وفاة نبي الله موسى عليه السلام.

والفترة الثانية بعد الميلاد عقب استيلاء الرومان على فلسطين وتخريب الهيكل عام 70 ميلادية وعقب تنكيل (هيدريان) بالعبرانيين عام 122 م.

وقد أشار سفر (صموئيل الأول) من التوراة إلى أن اليهود سكنوا يثرب وأعالى الحجاز (وخيبر من أعالى الحجاز) سكنوها (كما يقول السفر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015