"يا رسول الله امض لما أراك فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} ولكن "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت إلى برك الغماد (?) لجالدنا معك من دونه، حتى تبلغه" فقال له الرسول خيرًا.
ولكن الرسول إذا كان قد عرف رأى المهاجرين في هذا المجلس (وهم أقلية في الجيش) فإنه لم يعرف بعد حقيقة موقف الأنصار الذين سيدور ثقل المعركة القادمة على كواهلهم، لأنهم يمثلون أغلبية الجيش، ولأن نصوص معاهدة العقبة لا تلزمهم صراحة بالقتال خارج ديارهم، حيث جاء في أحد بنودها:
"إنهم (أي الأنصار) برآءُ من ذمامه حتى يصل إلى ديارهم، فإذا وصل إليهم فإنه في ذمتهم يمنعونه مما يمنعون منه أبناءهم ونساءَهم".
فكان لذلك، يخشى ألا تكون الأَنصار ترى نصره إلا ضد من يهاجمه بالمدينة.
ولهذا أحب أن يرى (بصفة خاصة) حقيقة موقف الأنصار من