يرفعون عنده الصوت، وما يكفيه إلا أَن يشير إلى أمر فيفعل، وما يتنخّم وما يبصق إلا وقعت في يدي رجل منهم يمسح بها جلده، وما يتوضأَ إلا ازدحموا عليه أَيّهم يظفر منه بشيء، وقد حزرت القوم، واعلموا إن أَردتم السيف بذلوه لكم، وقد رأَيت قومًا ما يبالون ما يصنع بهم إذا منعوا صاحبهم، والله لقد رأَيت نسيَّات (تصغير نسوة) معه إن كنَّ ليسلمنِّه أبدًا على حال فروا رأَيكم، وإياكم وإضجاع الرأَي (?).
ثم نصحهم بأَن يقبلوا ما عرض عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - من مهادنة تنهي حالة الحرب بينهم، وحذرهم أَن يذهب بهم الطيش إلى الدخول في صدام مسلَّح مع المسلمين، لأَنه واثق من عدم انتصارهم عليهم، وكرَّر مرة أَخرى انتقاد قريش لإِصرارها على منع المسلمين من دخول الحرم فقال: (وقد عرض عليكم خطة فمادوه (?) يا قوم، اقبلوا ما عرض فإني لكم ناصح، مع أَني أَخاف أَلا تنصروا عليه، ثم قال مستنكرًا فعل قريش في تعجّب: رجل أَتى هذا البيت معظمًا له معه الهدي ينحره وينصرف (?).
ولدى سماع سادات مكة وزعمائها حديث حليفها عروة بن مسعود (الذي هو أَشبه بالتقرير الدقيق الصحيح يقدمه لهم عن حقيقة الموقف)