الله وفي سبيل الله، فقاتل من كفر بالله، لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدًا (أَي صبيًّا) فهذا عهد الله وسنة نبيكم (?).
بعد ذلك تحرك عبد الرحمن بن عوف بسيرته الكبيرة، وما زال سائرًا نحو الشمال (يكمن النهار ويسير الليل) حتى وصل إلى دومة الجندل.
ولما كان القوم يدينون بالنصرانية، لم يهاجم عبد الرحمن بن عوف بغتة كما هي الحال في غزو الأَعراب الوثنيين.
بل دعاهم إلى الإِسلام وظل يدعوهم ويفاوضهم ثلاثة أَيام وهم يأْبون ويقولون لا نعطي إلا السيف أَو تعود من حيث أَتيتم.
إلا أَنه في اليوم الثالث استجاب ملكهم (الأَصبغ بن عمرو الكلبي) (?) فأَسلم وتبعه على الإسلام خلق كثير من قومه وكلهم كانوا نصارى.
وهكذا حققت هذه الحملة الكبيرة أغراضها، وكفى الله المؤمنين شر القتال .. أَما من بقى من أهل دومة الجندل على النصرانية (وكلهم عرب) فقد تركهم القائد عبد الرحمن بن عوف وشأْنهم أَحرار في دينهم على أَن يؤدوا الجزية لدولة الإِسلام كاعتراف بسلطانها ومقابل حمايتها لهم فقبلوا.